عادات الأكل عند قبيلة بني عامر (الملالحة)
أعدها الباحث : حسام أبو العوايد العامري
عادات الطعام عند قبيلة بني عامر (الملالحة) يغلب عليها التقشف والبساطة،
وخامات الطعام هى مما هو متاح من موارد شحيحة تجود بها البيئة الصحراوية.
وجبات الأكل:
الخبز واللبن والتمر هو الغذاء الرئيسى لأبناء قبيلة بني عامر (الملالحة)
في البادية على مدار العام، إضافة إلى اللحم , وحين نقول اللحم إنما نقصد به لحم
الغنم إذ أن من العيب لدى قبيلة بني عامر (الملالحة) تقديم لحوم الدجاج إلى الضيوف
والوجبات الرئيسية هى:
1.فكوك الريق: وهو فى الصباح الباكر، وعبارة عن لقمة أو لقيمات تغمص فى
الملح أو الزيت إن وجد.
2.الغداء: وهو وقت الظهيرة وقليلا ما يجتمعون عليه فى هذا الميعاد؛ لوجودهم
فى المراعى والمزارع وإن وجدوا فهو يتكون من الخبز واللبن المخضوض الخالص من الزبد
3.العشاء :وتعتبر هذه الوجبة من الوجبات الرئيسية فى يوم العامري؛ حيث
يجتمعون جميعا بعد الغروب وبعد يوم عمل شاق؛ سواء فى الرعى أو فى الزراعة وكعادة
بني عامر دائما يتناولوا طعامهم طازجاً ويتكون العشاء عادة من الخبز واللبن.
أنواع الطعام:
•الخبز: وهو إما أن يكون خبزا مطهوا على الصاج وإما أن يكون خبزا مطهوا فى
الأرض والأول يسمىٍٍٍ "الفراشيح" والثانى يسمى "اللبة".
•الفتة: وهى كل خبز تم تقطيعه إلى قطع صغيرة (ثريد) وخلطه بالغموص، سواء
كان هذا الغموص من اللبن أو المرق، وهى غالب وجباتهم ومن النادر أن يتناولون
طعامهم على غير هذه الطريقة.
المرقة: وهى الخبز مع اللبن المخضوض، مزودا عليه السمن المقطوع المطيب
بالأعشاب البرية.
•المدهنة: وهى خبز اللبة مدهون بالسمن، ويؤكل على شكل قطع كبيرة غير مفتوت.
•الجريشة: من القمح أو الذرة يجرش بالمجرشة، ولا يطحن ناعما وعند الطبخ
يضاف إليه اللبن.
•القلية: حبات القمح أو الذرة وتوضع فى ملة "أى توضع فى الرمال
الساخنة من أثر النار" حتى تنضج وتؤكل.
•الفريكة: تؤخذ سنابل القمح الخضراء وتحمص ثم تفرك وتؤكل.
•العصيدة: عجينة من طحين القمحٍ تعجن بالحليب، وتطبخ ويوضع السمن عليها بعد
النضج.
•المنسف: يقدم فى جميع المناسبات كقرى الضيوف والأفراح والأتراح؛ وهو عبارة
عن لحم الخراف أو الماعز يقطع على المفاصل ويطبخ مع الماء والملح ثم يفت الخبز مع
المرق ويوضع اللحم المقطع عليه.
•التحقق: وهو فى الولائم؛ إذ يوضع بعض لحم الذبيحة المقطع فى رغيف من الخبز
الصاج ويقدم لمن يأكله وتكون هذه "حقته" أى حقه من الوليمة.
•اللصيمة: وهى عبارة عن البطيخ الصغير قبل نضجه (العجر) مشويا فى النار مع
خبز اللبة والفلفل الأخضر وزين الزيتون يفت جميعا ويؤكل.
•السمك: وبعض القبائل تأنف من أكله، ويسمونه دود البحر وبعضهم خاصة أهل
السواحل يأكلونه مشويا أو مطبوخا.
•المكبوس: وهو الأرز المطبوخ مع اللحم المقطع إلى قطع صغيرة.
•العجوة: وهى من الأغذية الرئيسية عندهم، وهم يأكلونها بين الوجبات أو
كوجبات سريعة خاصة للأطفال.
•البزينة: وهى العجين المرافق يقطع إلى قطع صغيرة ويطبخ فى الحليب وبعد
النضج يضاف إليه السمن.
الخضراوات:
بعض العوامرة يستعين ببعض الأعشاب الخضراء فى غذائه مثل الخبيزى والحمصيص
واليق والرجلة واللوفة والرقيط ....الخ.
مشتقات الألبان:
اللبن من الأغنام والماعز والإبل هو أهم طعام فى حياة قبيلة بني عامر
(الملالحة) ؛ لأنه هو الناتج الرئيسى من حيواناتهم التى تمثل عماد حياتهم وثروتهم
ومن هذا اللبن اشتقوا كثيرا من الأنواع منها:
•حليب النياق (النوق) وهذا الحليب يشربونه طازجا ولا يشتقون منه شيئاً.
•اللبى: وهو حليب الأغنام والماعز فى الأيام الثلاث الأولى بعد الولادة
يسخن حتى يجمد ويؤكل.
•الحليب: وهو ما تم أخذه من الضرع مباشرة وطازجا.
•الرايب: وهو الحليب يترك لمدة حتى يروب.
•اللبن:ٍ ويسمى أيضا الحامض أو المخضوض وهو خض الحليب الرايب حتى ينفصل
الزبد عن اللبن.
•الزبدة: وهى ما انفصل من دسم عن اللبن.
•السمن: وهو الزبدة بعد قدحها على النار، ويضاف إليها بعض الأعشاب البرية
ذات الرائحة الزكية عرفت منها الحندقوق والبعيثران ويسمونه (السمن المقطوع).
•الجميد: وهو الحليب الرايب المعزول منه ماؤه مضافا إليه الملح، وهو مجمد
رطب.
•الكشك: وهو اللبن يعجن به قليل من الدقيق، يضاف إليه بعض الفلفلٍ ويجفف فى
الشمس على هيئة أقراص صغيرة.
•المش: وهو اللبن مضاف إليه الملح والفلفل.
ما يقال عند فساد اللبن:
محمض (حامض): وتقال عند فساد الحليب.
مقرص (لاذع): وتقال عند فساد اللبن المخضوض.
معزول وتقال عند فساد اللبن الرايب.
اميص: وتقال عند زيادة ماء اللبن عن أصله.
كارف: وهو تغير طعم اللبن بأى طعم لطعام أو شئ آخر.
ممشش: اللبن به شئ من طعم المش نتيجة قدمه.
طرق حفظ الطعام:
أهم طرق الحفظ التى عرفتها قبيلة بني عامر (الملالحة) هى التمليح والتجفيف
والتسخين؛ فعن طريق التمليح حفظوا وخزنوا الألبان كالجميد والكشك والمش، ومن خلال
الطريقة ذاتها حفظوا اللحم والسمك، وعن طريق التجفيف حفظوا ثمار النخيل وخزنوه فى
أوعية صنعوها من سعف النخيل، وعن طريق التسخين حفظوا السمن الناتج من ألبانهم، وهم
فى هذه الطرق إنما استعانوا بالطبيعة التى حولهم؛ فالملح يأتون به من على السواحل
المحيطة بهم والتجفيف استغلوا حرارة الشمس التى تلهب رمال الصحراء أيام صيفهم، وهم
بحق أبناء الطبيعة من حولهم يروضونها لحاجاتهم كلما أمكن ويستمدون من معطياتها
أسباب حيلتهم وعيشهم.
آداب الطعام:
عند قبيلة بني عامر (الملالحة) للمائدة آداب وعادات يمكن أن نلخصها فيما
يلى:
•على الرغم من ندرة المياه فإن العامري كبير أو صغير، يحرص على غسل يديه
قبل الأكل، ويقدم للضيف الماء للقيام بهذه العادة.
•إن الأطفال لا يتقدمون للأكل إلا بعد أن يفرغ الكبار من طعامهم، ويظل
الأطفال قائمين على خدمة الكبار حتى يفرغوا من طعامهم، ولا تشارك النساء الرجال
على المائدة.
•إن الأكبر سنا هو الذى يجلس أولا على المائدة، ثم الأقل سنا، وهكذا حتى
يكتمل العدد المناسب على المائدة.
•الحديث على المائدة من الأمور المستحبة عندهم، وهم يتعمدون اختلاق أى حديث
على المائدة.
•إن الشخص يأكل مما يليه من الطعام ولا يمد يده أمام غيره؛ إذ أن ذلك من
العيوب الصارخة.
•من عيوب الطعام أن يقدم ساخنا جدا أو أن يقدم باردا جدا أو أن يكون زائد
الملوحة وهم يقولون "أعذب الرجال، ولا تملح لها" أى أن يكون الطعام عذبا
خيرا من أن يكون مالحا؛ إذ أن العذوبة يمكن تداركها، بإضافة الملح بينما الملوحة
يستحيل تداركها.
•من العيب أكل "الفضلة"، وهى بقايا المائدة من الطعام ويرى
العوامرة أن أكل الفضلة من صفات الحيوانات خاصة الكلاب.
•يأكلون الطعام بأيديهم، ولا يستخدمون غيرها، بل ومن المضحك فى عوائدهم أن
يأكل العامري بملعقة.
•يشربون القهوة العربية المرة قبل الأكل وبعده والشائع أن يتناولوا قبل
الأكل إن وجدت.
•وجود إناء شرب الماء بجوار المائدة شئ ضرورى يحرص العوامرة على وجوده بل
إنهم يحضرونه قبل تحضير الطعام.
•تقطيع اللحم على المائدة أمام الضيف، وحثه على تناوله عادة متأصلة عند بني
عامر يحرص عليها المضيف ويتعمد الأكل منه أمام الضيف ليطمئن على طعامه.
•الأكل أو الشرب بصوت مسموع من العيوب على المائدة يحرص العامري على
تلافيها واستهجان من يأتيها.
• ملء الفم بالأكل بشكل يمنع الكلام هو من العادات السيئة لدى العوامرة
ويرون أن من آداب الطعام أن يكون مضغة على جانب واحد من الفم.
•على الرغم من أن حالة العوامرة الاقتصادية قد تكون متواضعة يحرصون على
تقديم طعام وفير للضيوف يزيد عن حاجتهم بكثير.
•اعتاد العوامرة ألا يأكلوا من ذبائحهم الكراش والرأس والأرجل ويرون أن ذلك
لا يجوز للبدو الأحرار ويعيرون من يأكلها.
•مص العظام من العادات السيئة ويسمون الشخص الذى يفعل ذلك "مصاص
عظام" وهى مجازا تطلق على الشخص الوضيع.
•يسرع البدوى فى أكله، ويقولون كل أكل الجمال، وقم قبل الرجال؛ أى كل بسرعة
وبكثرة مثل أكل الجمال؛ حتى تتمكن من القيام بسرعة من على المائدة.
•من عاداتهم ألا يأكل الرجل إلا بيد واحدة هى اليد اليمنى، ومهما كان نوع
الطعام ويسمون من يأكل بكلتا يديه "المهلوم".
آداب الانتهاء من الطعام:
•يحرص العامري ألا يقوم من على المائدة إلا إذا ابتلع الطعام الذى فى فمه
ومن العيب أن يقوم من على المائدة وفمه مملوء بالطعام.
•يحرص العامري على أن يقوم من على المائدة قبل أن ينتهى الطعام ويقولون
عادة الرجال تأكل وتخلى أى من عادة الرجال الأفاضل أن يأكلوا من الطعام ويتركوا
لغيرهم طعام على المائدة.
•*من العادات السيئة أن ينثر الرجل يده من بقايا الطعام العلق بها عند
انتهائه من الأكل بل إن مكان هذا التصرف هو عند غسيل يده.
•من عاداتهم عند الانتهاء من الأكل، والقيام من على المائدة قولهم الله
يخلف عليك أو مخلوف بالحلال أو تجيبها إن شاء الله من وسع أما إذا كانت المائدة
وليمة والذبيحة نذر إلى الله فإنهم لا يقولون العبارات السابقة بل يقولون عبارات
مثل صدقة واصلة أو يجعله نذر السلامة أو يجعلها مفتاحا للخير ومغلاقا للشر.
أعدها الباحث : حسام أبو العوايد العامري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق