الثلاثاء، 9 أكتوبر 2012

قبيلة بني عامرالدوسية في العصر الأموي


قبيلة بني عامرالدوسية في العصر الأموي
(662-750ميلادي)(41-132هجري)

بقلم الباحث: حسام أبو العوايد العامري




مقدمة

قبيلة بني عامر قبيلة عربية عريقة من العرب العاربة, ترجع في نسبها إلى دوس من زهران من الأزد من قحطان,

مرت هذه القبيلة بعدة هجرات , الأولى كانت من اليمن ضمن رهط دوس الذي هاجر إلى تهامة وما حولها , والثانية إلى بلاد الشام , ومن ثم إلى مصر وغيرها من البلاد .

وفي هذا البحث نتحدث عن الأحداث التي حصلت لقبيلة بني عامر الدوسية خلال العهد الأموي.ونأتي على كل الأحداث التي حصلت ووقعت لهم.


جد القبيلة أبو هريرة وبني أمية

في العهد الأموي الأول كان الصحابي الجليل أبو هريرة الدوسي قريبا جداً للخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، ومن مروان بن الحكم الذي استعمله معاوية على المدينة سنة 54 هـ

فنظراً للموقف الصائب الذي وقفه أبو هريرة في الفتنة زمن عثمان رضي الله عنه , فإن مروان بن الحكم بدافع من قرابته لعثمان رضي الله عنه , وتثميناً لموقف أبي هريرة , قد وطد علاقته بأبي هريرة ووثقها , حتى إن بعض تربية أولاده كانت على يد أبي هريرة فيما يبدو , إذ يروي عنه ابنه عبد العزيز بن مروان , والد الخليفة الراشد الخامس عمر بن عبد العزيز , ويروي عنه الخليفة الفقيه عبد الملك بن مروان , وكلاهما ثقة عند أهل الحديث . (1)

وأبو هريرة عديل عثمان بن عفان –رضي الله عنهما- فزوجة أبو هريرة هي بسرة بنت غزوان المازنية -رضي الله عنها- , (2) وهي أخت عتبة بن غزوان المازني ( أمير البصرة ), وكانت فاختة ابنة غزوان أخت عتبة أيضاً , زوجة لعثمان بن عفان رضي الله عنه . (3)


عدى على أن قبيلة دوس هي إحدى القبائل اليمنية المتحالفة مع بني أمية , وهذا الحلف قديم حيث أن قبيلة أبي هريرة (دوس) كانت في حلف قديم يرجع إلى عهد أبي سفيان صخر بن حرب في الجاهلية ،
وما يؤكد هذا الحلف قصة أبي أزيهر الدوسي , فقد جاء في كتاب نسب معد واليمن للنسابة ابن الكلبي ما نصه :" أُزيهر بن أَنيس بن الحلسق بن مالك، وكان عدادهُ في دوس، فقيل الدَّوسيّ، وكان حليفاً بمكة لأبي سفيان، صخر بن حرب، فزوَّج ابنته عُتبة بن ربيعة، وزوَّج الأخرى الوليد بن المُغيرة؛ وزوَّج ابنته عائكة أبا سفيان، فولدت له مُحمَّداً، وعنبسة؛ قتلهُ هشام بن المغيرة بذي المجاز. (4)


ونرى أن هذه الصلة القوية كان من نتائجها أن مروان كان يستخلف أبا هريرة على المدينة,(5)

وأخرج الذهبي في سير أعلام النبلاء في ترجمة أبي هريرة أن معاوية كان يولي أبا هريرة إمرة المدينة فإذا غضب عليه بعث مروان بن الحكم وعزله , فلم يلبث أن بعث أبا هريرة ونزع مروان, (6)
وكان أبو هريرة مدة ولايته على المدينة يقضي بين الناس ويقيم الحدود , وأخبار قضائه ذكرها وكيع والولابي. (7)
ولقد كانت إمارة أبي هريرة رحمة بأهل المدينة يستريحون إليها من عبية بعض أمراء بني أمية وعنجهيتهم، وكانت إحياءً للسنة، فإن الأمير كان هو الذي يؤم الناس ، فكان الأمراء يغفلون أشياء من السنة كالتكبير في الصلاة وسجود التلاوة وقراءة السور التي كان يقرؤها النبي صلى الله عليه وسلم وغير ذلك، فكان أبو هريرة إذا ولى كان هو الذي يؤم بالناس، فيحيي ما أهمله الأمراء من السنن. (8)


وكان يدخل السوق وهو يحمل على ظهره حزمة من الحطب وهو يومئذ أمير على المدينة : أوسعوا للأمير . ويضحك رضي الله عنه وأرضاه. (9)

وإنما كان رضي الله عنه يعتمد هذا التبذل والمزاح حين يكون أميراً تهاوناً بالإمارة ومناقضة لما كان يتسم به بعض الأمراء من الكبر والتعالي على الناس .

وكان أبو هريرة رضي الله عنه ممن اعتزل الفتنة التي وقعت بين الصحابة


وقد تُوُفِّي أبو هريرة سنة 57هجرية ، وله ثمان وسبعون عاما ، في عهد خلافة معاوية بن أبي سفيان توفي أبو هريرة بعد وفاة الرسول بـ47سنة ، ودفن بالبقيع في المدينة المنورة سنة 676م /57ﻫ

وجاء في رواية: وصلى عليه الوليد بن عتبة بن أبي سفيان والي المدينة وفي القوم ابن عمر وأبو سعيد الخدري وخلق، وكانت وفاته في داره بالعقيق، فٌحمل إلى المدينة، فصُلِّيَ عليه ثم دفن بالبقيع ـ رحمه الله ورضي الله عنه ـ وكتب الوليد بن عتبة إلى معاوية بوفاة أبي هريرة، وكتب إليه معاوية أن أنظر ورثته فأحسن إليهم، وأصرف إليهم عشرة آلاف درهم، وأحسن جوارهم، وأعمل إليهم معروفاً، فإنه كان ممن نصر عثمان، وكان معه في الدار. (10)


زواج أبو هريرة الدوسي

أبو هريرة كان عزباً في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم , لابثاً بجواره لا تشغله النساء . فقد روي عن أبو هريرة قوله: "قلت يا رسول الله : إني رجل شاب ,وأخاف على نفسي العَنَتَ ,ولا أجدما أتزوج به النساء , فسكت عني , ثم قلت مثل ذلك , فسكت عني , ثم قلت مثل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم : يا أبا هريرة : جف القلم بما أنت لاق ِ , فاختص على ذلك أو ذر ." (11)

لكنه تزوج بسرة بنت غزوان المازنية بعدذلك لما كان مروان يستخلفه على المدينة (12) وهي صحابية , أخت عتبة بن غزوان المازني الصحابي المشهور أمير البصرة (13) , وعتبة هذا قديم الإسلام هاجر إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية , وكان من الرماة المذكورين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (14) , وكان رجلاً طوالاً جميلاً وشهد بدراً (15) , وهو الذي مصر البصرة واختطها (16) , ومات في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه (17) .


أولاد أبو هريرة الدوسي وذريته

لأبو هريرة أربعة أولاد وبنتاً , أشهرهم وأكبرهم ابنه المحرر , ترجم له البخاري (18) وابن أبي حاتم (19) وترجم له ابن حجر (20) , وابن سعد وقال فيه : "توفي بالمدينة في خلافة عمر بن عبد العزيز , وقد روى عن أبيه وكان قليل الحديث ." (21) وللمحرر ابن يقال له : أبو نعيم , يروي عن أبيه . (22)

ولأبي هريرة ابن آخر يقال له مُحَرِّز , ذكره البخاري (23) , وأبو الفرج (24) , وهو من الرواة عن أبيه أيضاً (25) . ولمحرز هذا ابن يقال له : أبو عمر سالم بن محرز ابن أبي هريرة. (26)

والثالث : عبد الرحمن ابن أبي هريرة , يروي عنه سليمان بن سنان المزني (27) , وترجم له البخاري (28) , وابن أبي حاتم (29) , وابن حبان (30) , وله رواية عند الدارقطني . (31)

والرابع : اسمه بلال , ذكره ابن أبي حاتم وغيره (32) . وله ابن يقال له : محرر بن بلال . (33)

أما أختهم فلم أجد اسمها , لكن ذكر ابن سعد أن سعيد بن المسيب تزوجها . ومن أولاد سعيد محمد بن سعيد بن المسيب وهو عالم بالأنساب.



أقارب أبو هريرة الدوسي

لأبي هريرة أخ يقال له كريم (34) , وله أخت يُجهل إسمها, وفي الإصابة ذكر صهر لأبي هريرة , وهو الصحابي الجارود بن المعلى , كان زوج أخت أبي هريرة. وذكر ابن ابي حاتم خولة بنت وهب وقال أمها بنت أخت أبي هريرة , وذكر مولى لها اسمه سلمة بن رباح (35) , وخال أبو هريرة هو سعد بن صبيح بن الحارث بن سابي بن أبي صعب بن هنبه (36) كان من أشداء بني دوس (37)
وعمه سعد بن أبي ذباب كان أمير دوس في الجاهلية والإسلام . بل الإرجح أن سعد كان ملكاً . إذ أن المعروف عن القبائل اليمانية أنها كانت تدعو رؤساءها بالملوك.
وأعمام أبي هريرة هم آل أبي ذباب الدوسيون وهم بيت مشهور في صدر الإسلام في المدينة وبقية الحجاز , ورووا الحديث عنه وعن غيره من الصحابة , وقد ذكرهم بالتفصيل العزي في كتابه دفاع عن أبي هريرة. (38)


وذرية أبي هريرة استمرت معروفة في المجتمع الإسلامي , فمنهم : يوسف بن يحيى يوسف , المتوفي سنة 288هـ , وهو من علماء وأدباء الأندلس الذين هاجروا إلى الشرق . (39)
ومن رهط أبي هريرة أيضا العلامة الراوية أبو بكر محمد بن الحسن بن دريد بن عتاهية بن حنتم بن الحسن بن حمامي بن جزء بن واسع بن وهب بن سلمة بن حاضر بن أسد بن عدي بن مالك بن عمرو بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس بن عدثان. (40) ولد أبو بكر سنة 225ﻫ ومات سنة 321ﻫ. (41)



هجرة قبيلة بني عامر الدوسية للشام

هجرة سلالة أبي هريرة ابنائه وذريته وما عُرف لاحقاً (بقبيلة بني عامر الدوسية) وخروجهم كان مع الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الشام , في بدايات الخلافة الأموية , ففي العصر الأموي لم تتوقف هجرات القبائل من الجزيرة العربية بل بالعكس استمرت أثناء الفتوحات الإسلامية وزادتها الأنتصارات على الروم زخماً فإزداد عدد المهاجرين إلى الشام من العرب المسلمين (42) ومن هذه القبائل كانت سلالة أبي هريرة قبيلة بني عامر الدوسية.


فقد هاجرت سلالة أبي هريره وما عُرف لاحقاً (بقبيلة بني عامر الدوسية) , ولهجرتها عدة أسباب نذكر منها: المشاركة في الفتوحات والمعارك والجهاد في سبيل الله , وكذلك أسباب إقتصادية كالرغبة في تحسين الوضع الإقتصادي لما في البلاد المفتوحة من خيرات , ولأسباب سياسية كذلك.

وبما أن هجرة القبائل العربية كانت هجرة استقرار, فقد اعطيت القبائل المهاجرة حديثاً أراضي للزراعة في العصر الأموي, وأُسكن العرب بمواضع نائية في المدن والقرى وأذن لهم في اعتمال الأرض التي لا حق فيها لأحد. وسار خلفاء بني أمية على السياسة نفسها وكانوا ينصحون العرب بتربية الماشية إلا أن الزراعة في هذه الفترة المبكرة تركت بأيدي أهل القرى من الفلاحين ,

ففي العصر الأموي تكونت إقطاعات ولذلك نجد قرى بأكملها يمتلكها امير اموي أو أحد الأشراف أو شيوخ القبائل فامتلك معاوية بن أبي سفيان البطنان أي الأراضي من كورة عسقلان (43)

وبحكم قرب سلالة أبي هريرة من الأموين وبخاصة معاوية , لموقفهم من عثمان ولمنزلة قبيلتهم دوس ومكانتها عنده, فقد كان يلي سلالة أبي هريرة كل الرعاية والحظوة , فد أذن لها في اعتمال أراضي في فلسطين , والأرجح أنها كانت البطنان -أي الأراضي- من كورة عسقلان ,وما عرف لاحقاً بقضاء الرملة, وذلك قبل بناء مدينة الرملة والتي بناها الخليفة سليمان بن عبد الملك (44) ولقد تتابع خلفاء بني أمية في رعاية سلالة أبوهريرة والإهتمام بشؤونهم.


وما يدل على استيطان قبيلة بني عامر في الشام وقضاء الرملة خاصة ما ذكره الواقدي في فتوح الشام وذكر : فرجع أبو هريرة يطلب طبرية وأتى ابن عمه إلى مكان الحلة حتى يلم شعث الناس ويداوي المجروحين فجمع ما تركوه وأتى بهم إلى الرملة (45)

وقد جاء في مختصر تاريخ دمشق لابن منظور أن أولاد أبو هريرة كانوا يسكنون في الشام ، حيث ورد على لسان المحرر بن أبي هريرة أنه روى : " دخل على أبي وأنا بالشام ، فقربنا إليه عشاء عند غروب الشمس ، فقال عندكم سواك ؟ قال : قلت نعم ، وما تصنع بالسواك هذه الساعة ؟ قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا ينام ليلة ولا يبيت حتى يستن " (46) فبات أبو هريرة تلك الليلة عند ولده المحرر,

وهذا الحديث يدل على أن أبناء أبو هريرة كانوا يسكنون الشام ومنهم المحرر . وعلى الرغم من أن المحرر بن أبي هريرة قد توفي ودفن بالمدينة سنة 100هـ المنورة ولكنه قد عاش بالشام.

وقبيلة بني عامر ليست كلهم من أحفاد أبوهريرة رضي الله عنه ، فهنالك العديد من أنضم تحت لوائهم وعد منهم ,ونذكر من هؤلاء أحفاد الصحابي عامر بن الطفيل الدوسي (شهيد معركة اليرموك) ، حيث تكفل الصحابي أبو هريرة برعاية أبناء ابن عمه بعد استشهاده ، وكان يرد ذكرهما سوية –أبو هريرة وعامر بن الطفيل- في الكثير من المواضع أنهما في جماعة ، حيث ورد ذكر أعقاب الصحابي عامر بن الطفيل في الأنساب للصحاري ، حيث قال :
"عن عامر ابن الطفيل الدوسي بأن عقبه إلى اليوم في فلسطين". (47) ، وجاء في كتاب الأنساب ما نصه " دوس من الأزد منهم الطفيل بن عمرو الدوسي وأبو هريرة في جماعة (48) أي أسرة أو عائلة .
وجاء أيضا ذكر الطفيل بن عمرو مع أبو هريرة رضي الله عنه في الأنساب للصحاري (49) ، وجاء اسم الطفيل بن عمرو مقترنا مع أبو هريرة في كتاب تاريخ المدينة المنورة ذكرهما في ركب من شنوءة الأزد بعد غزوة الحديبية (50)
كما ورد اسميهما سويا في ذكر وفد الطفيل بن عمرو الدوسي قال وفيهم أبو هريرة (51)

وكذلك ورد إسم أبو عامر الدوسي بعثه عمرو بن العاص رضي الله عنه وحمله كتاباً إلى القائد أبو عبيدة بن الجراح في فلسطين (52)


سلالة أبي هريرة ابنائه وذريته وما عُرف لاحقاً (بقبيلة بني عامر الدوسية) ككل المسلمين بعد الفتح كانوا يرغبون بالأستقرار في فلسطين أو حتى زيارتها وتخليد ذكرهم فيها بسبب أهميتها الدينية والتاريخية, ولذلك أختارها معاوية بن أبي سفيان القدس مكاناً للمناداه به خليقة للمسلمين ,


وبقي أبناء أبو هريرة في ظلال الدولة الأموية آمنين ، يسكنون اعمال قضاء الرملة , فقد ضلت تسكن قضاء الرملة في فلسطين حتى أواخر في أواخر العصر الأموي عام 750م. برغم ما أكيل لهم من تهم كثيرة من قبل الشيعة ، بأنهم لعنوا عليا مع الأمويين ،

وفي عام 132ﻫ 750م كانت الوقعة التي هزم فيها الأمويون ومعهم أولاد أبو هريرة ، وفتح العباسيين للكوفة (53 ) , وقيل أن الخليفة السفاح أكال اتهامات عدة إلى أبناء أبي هريرة في الشام واتهمهم بأنهم لعنوا علي بن أبي طالب.

وبعد تولي العباسيون الخلافة ، أثخن السفاح الجراح في قبائل اليمنية بسبب ولائهم للأموية وكثرة جنودهم في الجيش الأموي و ثوراتهم المتكررة ضد العباسيين ، حيث قتل 90 زعيماً من زعماء اليمانية في فلسطين في الرملة وما حولها , وأثخن في ذرية أبي هريرة الجراح والقتل بسبب ولائهم للأمويين , كما ذكر أن محمد بن يعقوب قتل رجالاً من ولد أبي هريرة في الفتنة (54) ، ونهبت اراضيهم فقد أدعى ولي الدين محمد السفطي وكيل بيت المال ، ادعى على أولاد أبي هريرة عند قاضي القضاة شمس الدين محمد البساطي حول أرض. ومن ذرية ابو هريرة من فر مع الأمويين ففي عام 750م حين هزمت بني أمية وفر الأمويون إلى مصر وقتل مروان في قرية بالصعيد فقد كان معه أحدا من ذرية أبو هريرة ، فقد ورد في كتاب معجم البلدان للياقوت الحموي أن هناك قبرين في القاهرة لابنين لأبي هريرة ولا أعرف اسميهما (55) وقد ذكر أن هناك قبرا في قرية يبنة قرب الرملة قيل لأحد ذرية أبو هريرة ، وقيل غير ذلك ، وفي هذا المكان كان قد قتل العباسيين 80 رجلا من أحلاف بني أمية وقيل بضعة وسبعون وقيل تسعون ..وقد قتلوا قرب الرملة عند نهر يدعى نهر أبو فطرس وربما هو أبو بطرس إسم من أسماء المسيحية (الروم) (56)

إن هذه الأحداث لا بد لها من أن تترك آثاراً كبيرة في نفوس الناس وهي أحد أكبر الأسباب للهجرة والترحال أو التخفي ، وهذا مما يجعلنا نعتقد بأنه كان وراء هجرة أحفاد أبو هريرة إلى أنحاء مختلفة ومنها على سبيل المثال: مصر بما فيها من أراضٍ واسعة ، وهو أيضا ما يفسر وجود ذرية أبو هريرة في الأندلس والمغرب العربي ، بسبب وجود واستمرار الدولة الأموية في الأندلس والتي أسسها عبد الرحمن الداخل

ونذكر من الأعلام من ذرية أبي هريرة في الأندلس: يوسف بن يحيى يوسف , أبو عمر المغامي الأزدي من ذرية أبي هريرة , المتوفي سنة 288هـ , وهو من علماء وأدباء الأندلس الذين هاجروا إلى الشرق , وهو فقيه من علماء المالكية ، من أهل مغام بطليطلة ، نشأ بقرطبة وأقام مدة بمصر ورحل إلى مكة وصنعاء ، ودرس بها ، وتوفي في القيروان من كتبه (فضائل عمر بن عبد العزيز) و فضائل مالك ، والرد على الشافعي عشرة أجزاء . (57)


ولقد فر من نجا من قبيلة بني عامر من وجه العباسيين, ومذابحهم في الشام عامة وفلسطين خاصة والرملة على وجه التحديد ، وفروا من قضاء الرملة بفلسطين بسبب هجمات العباسيين إلى مصر,

وتجمعت قبيلة بني عامر بعد الهزيمة من العباسيين وكانت نواتها الأولى قرب بحيرة التمساح في سيناء إلى أن اتحدت في حلف القبائل اليمنية في منطقة سيناء في القرن التاسع الميلادي ,

خاتمة

هذه حكاية قبيلة بني عامر الدوسية وما عاصرته من أحداث خلال العهد الأموي, فقد تنقلت قبيلة بني عامر من الرعاية والحظوة في بداية العهد الأموي , ثم عانت كثيراً وتعرضت لمذابح وويلات على يد العباسيين , وهُجرت من ديارها.


وكتبه الباحث: حسام أبو العوايد العامري
الأردن

....................................
المراجع:

1- العزي, دفاع عن أبي هريرة ص 153
2- العزي, دفاع عن أبي هريرة ص 161
3- تاريخ الطبري 82/4
4- نسب معد واليمن الكبير ،ابن الكلبي ص1/113
5- المصنف ص 240/1
6- شمس الدين الذهبي سير أعلام النبلاء 613/2 , تاريخ ابن عساكر 19/125/1 , تاريخ الإسلام 338/2 .
7- (أخبار القضاء 1/111-112) (الكنى والأسماء 2/2,29/136)
8- انظر : الأنوار الكاشفة للمعلمي اليماني رحمه الله
9- أخرجه أبو نعيم في الحلية ( 1 / 384 ) ، وابن عساكر في تاريخه ( 67 / 373 )
10- (الدولة الأموية عوامل الازدهار وتداعيات الانهيار للمؤلف علي محمد الصلابي)
11-البخاري 7/5
12- (الإصابة 4/246)
13-(الإصابة 4/246)
14- (طبقات بن سعد 3/99 , والمستدرك 3/260) ,
15- (الطبقات 7/5)
16- (الطبقات 3/99) ,
17- (المستدرك 3/260 , التهذيب 7/100 ) .
18- (التاريخ الكبير 22/ج4/ق2)
19- (الجرح والتعديل 408/ج4/ق1)
20- (التهذيب 10/55)
21- (الطبقات 5/254)
22- (تذكرة الحفاظ 1/35)
23- (تاريخ البخاري , ضمن ترجمة أحد الرواة وليس فيس باب من اسمه محرز) ,
24- (الأغاني 17/374) ,
25- (روايته عند ابن ماجه 1/620)
26-(الكنى والأسماء 2/40)
27- (التهذيب 4/198)
28- (التاريخ الكبير 319/ج3/ق1)
29- (الجرح والتعديل 261/ج2/ق2)
30- (الثقات ص 152)
31- (سنن الدراقطني ص 267)
32- (الجرح والتعديل 39/ج1/ق2 , 216/ج2/ق2 , الثقات ص18 , وهو مذكور في جمهرة أنساب العرب ص 360) .
33- (الطبقات 2/380)
34- (ذكره محمد عجاج نقلاً عن تاريخ دمشق لابن عساكر)
35- (الجرح والتعديل 160/ج2/ق1)
36- (المعارف لابن قتيبة ص277)
37- (الطبقات الكبرى لابن سعد 4/325)
38- (أنظر دفاع عن أبي هريرة للعزي ص 18-20)
39- (نفح الطيب 3/274)
40- جمهرة أنساب العرب ، لابن حزم، ص 1/157
41- الأنساب للصحاري ،1/245
42- (الوسيط في تاريخ فلسطين ص46)
43- (الوسيط في تاريخ فلسطين ص46)
44- (الوسيط في تاريخ فلسطين ص53)
45- (2/68فتوح الشام، أبو عبد الله الواقدي المتوفي سنة 207هجرية)
46- (مختصر تاريخ دمشق لابن منظور ص219
47- الأنساب : الصحاري ص1/240
48- الأنساب ، ص4/164
49- الأنساب للصحاري ص1/225 ،
50- (تاريخ المدينة المنورة ، ص1/122)
51- (تاريخ المدينة ص1/123)
52- (فتوح الشام للواقدي ط1417ﻫ، ص20)
53- (البيان المغرب في أخبار الأندلس والمغرب )
54- (أنساب الأشراف)
55- (معجم البلدان ص5/143)
56- (تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام ، تحقيق: د. عمر عبد السلام تدمري، ص340)
57- (نفح الطيب 3/274)


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق