الخميس، 28 فبراير 2013

عادات الزواج لدى قبيلة بني عامر الدوسية (الملالحة)



عادات الزواج لدى قبيلة بني عامر (الملالحة)



 تتميز عادات الزواج لدى قبيلة بني عامر (الملالحة) بارتباطها بالحياة البدوية التي تحكمها موروثات بيئية واجتماعية‏,‏ فهم يفضلون الزواج المبكر , وحرصهم هذا نابع من أساس ديني ، فهم لا يتحرون عن جمال ومال الفتاة بقدر ما يتحرون عن دينها وأصلها ونسبها وأخوالها، والزواج يتم عادة بين أولاد العم وبنات القبيلة‏,‏ وإلا الأقرب فالأقرب, وإن لم يكن من العائلة فمن بطون وعشائر القبيلة. فأما تزويج القبائل الأخرى ، فكان ممنوعا البتة ، هذا ما كان سابقا وأما اليوم وان بقي له بعض الأثر, إلا أن هذه العادة قد أخذت تتلاشى. ومن عاداتهم القديمة في الزواج ألا يتزوجون بين العيدين ويعتبرون ذلك غير موفقا ويقد يكون زواجا فاشلا.

 وتكون الخطبة من والد الفتاة أو وليها, ويحضر مع الشاب والده أو شقيقه الأكبر ووجهاء من عشيرته تسمى (الجاهه), فإذا وافق والد العروس يناول الخاطب ما يسمي بـ (القصلة) -وهي عود أخضر - قائلا: ( هذه قصلة فلانة على سنة الله ورسوله) فيتناولها الشاب ويقول: (قبلتها زوجة لي على سنة الله ورسوله). ثم يقرأ الحاضرون الفاتحة .
 ويضع العريس القصلة فوق رأسه على مريره (عقاله) , ويباركون لهم وتزغرد النساء.
 ولا يؤخذ رأي الفتاة البكر عادة , أما بالنسبه للمرأه التي سبق لها وأن تزوجت فهي تشاور وتسأل ويحق لها مقابلة خطيبها .

 ويترتب على مد القصلة تحديد قيمة "السياق" أو "الفيد" ودفعه وهو المهر, وغالب مهورهم من الإبل أو الحلال , ويتفاوت المهر بحسب قدرة العريس ودرجة القرابة بين الزوجيين فكلما زادت درجة القرابة قل المهر والعكس صحيح والمهر يدفع لعائلة العروس تتصرف فيه كما تشاء.

 وكان العريس لا يرى عروسه ، وربما هي أيضا لم تعلم إلا يوم تجهيزها, ويتم تأثيث بيت الزوجية ببساطه ؛ فالزوجة لا تتحمل أي أعباء مالية اللهم إلا تطريز ثوب زفافها، وتقوم به بنفسها أما الزوج فلا يفرض عليه أي شيء اللهم إلا ثوب وعباءة لعروسه, ويقولون الزواج ثوب وعباءة وقنعة "أي غطاء الرأس" ووقاء " أي ثوب وعباءة وقناع" , وعلى العريس أن يعطى لأم العروسة قعود الرضاعة "أي الجمل في سن الرابعة" وهو من الإبل دون السنة الرابعة تكريما لها ومقابل قيامها بإرضاع زوجته في صغرها.

 يحدد أهل العريس موعد العرس , وعادة يكون في أول الشهر العربي , ويرسلون للأهل والأقارب والأصدقاء والجيران بموعد ليلة الزفاف, والتي غالبا ما تكون ليلة الجمعة أو ليلة الاثنين، وقبل ليلة العرس تعلق الرايات البيضاء ويلعب الرجال ليلاً ويعمرون السامر وتجرى سباقات الهجن والخيل أمام بيت "المفرح" أي صاحب العرس, وفي يوم الفرح يأتي المهنئون يحملون الهدايا؛ وهى عبارة عن رأس من الغنم وشيء من الدقيق والقهوة وتسمى هذه الهدايا "القود" , وأهل العريس ملزمون برد هذه الهدايا للمهدي في أقرب مناسبة سعيدة يقيمها .

 وفى يوم الفرح يتكاتف الجميع وتظهر صور عديدة للتعاون فيما بين أبناء قبيلة بني عامر (الملالحة) ، فالكل يشارك فى تجهيز الطعام والقهوة وفى سباقات الخيل والإبل نهارا وفنون البدع والرزع والهجين والمربوعة ليلاَ , ويستمر جو الطرب والمرح إلى وقت متأخر من ليلة الزفاف.

 ومع الظهر أو حسب مضارب العروس يذهب العريس مع سيدة مسنة كأمة أو عمته وبرفقة أحد أصدقائه مع مجموعة من الجمال تسمى (القطار) , لإحضار عروسة وفور رؤيتها تمسكها السيدة المسنة وتركبها على "الهودج" على ظهر الجمل , ومنهم من إذ حانت ساعة الرحيل تمانع العروس وتبكي بشدة فهي لا تريد مغادرة بيت الأهل , فيتم مسكها وتربيطها بحبل غليظ يدعى (الزمال). وينطلق العريس يسوق الجمل يسابق الريح حيث أهله وأفراحه. ويودعها أبوها أو أخوها ، ولا يحضر ذويها طعام الغداء أو وليمة الفرح ، وخاصة من رجال عشيرتها الأقربون مثل الأب أو الإخوة ، حتى ولو كان العريس ابن عمها.

 وفور رؤية ركب العريس تطلق النساء الزغاريد وينزل العريس .ومن عاداتهم أن تقوم العروس عند مجيئها لبيت العريس بالإلتفاف ثلاث مرات حوله وهي لا تزال في هودجها على ظهر الجمل, ثم يتم تبريك الجمل , وتأخذ السيدة العجوز العروس وتدخل بها (البرزة) - وهي خيمة للعروسين بالقرب من خيام أهله وتتم فيها مراسم الزفاف - , وتظل بجوارها وعند دخول العروس لبرزتها يقوم العريس بذبح شاة وتسمى "الحلية" ومن تاريخ ذبح الحلية تصبح العروس زوجة لزوجها .

 كما كان أبناء القبيلة يحملون العريس ويصفقون له وينشدون هتافات جماعية له ويسمونها (الزفة) ، ويلوح الشبان بالسيوف في ساحة الاحتفال .

 ومع ظلام الليل تبدأ وليمة العشاء فيتعشى الرجال أولاً، ثم تتعشى النساء من بعدهم وينصرف الجميع إلى السامر ويدخل العريس على زوجته في هدوء ودون أي مظاهر أو طقوس خاصة , وتطلب السيدة العجوز من العروس أن تقف لعريسها , وذلك بإعتقادهم (من أجل أن السعد يقوم) أي أن تكون حياتهم ملؤها سعادة , وتمسك بواسط البيت ويتم إدخال العريس, ويسلم على عروسه .

 وتبقى العروس في البرزه مدة سبع ايام لا تخرج منها, أما العريس فيخرج في النهار ويذهب لأهله أو اصدقائه, ولا يعود للبرزه إلا عند مغيب الشمس, ويجهز أهل العريس الطعام لهما . ومن مميزات المرأة العامرية أنها تحترم زوجها ولا تأكل معه على مائدة واحدة من الحياء, ولا تناديه باسمه بل باسم ولده البكر أو والده, ولا تنام الا بعد عودة زوجها.


 ومن عادات الزواج القديمة لدى قبيلة بني عامر (الملالحة) أنه بعد اليوم السابع تخرج العروس من البرزة , وتذهب ومعها جره تملأها من عين الماء , وتأخذ معها شعير ونبات له رائحة عطريه أوقرنفل , وتلقي الشعير والنبتة العطرية في الماء وتملئ جرتها , وكانت هذه الطقوس يقومون بها وتحمل مدلولات , فالشعير كناية عن الخصب حتى تنجب أولاد , والماء كناية عن الحياة حتى تمتد بهم الحياة وطول العمر , والرائحة الحلوة كناية عن حياتهم الحلوة والمحبة.

 وبعد الأسبوع الأول يترك العروسان البرزه وتنتقل للعيش مع بيت الأسرة الكبير. ثم تخرج العروس مع عرسيها لزيارة أهلها ويذبح لهم ويتركها عند أهلها لزيارتهم .

 وهكذا تنتهي هذه المراسم الجميلة للعرس , والزوجين تبدأ حياتهم .


بقلم : الباحث حسام أبوالعوايد العامري

الاثنين، 25 فبراير 2013

قبيلة بني عامر (الملالحة) في النبي روبين - فلسطين





قبيلة بني عامر (الملالحة) في النبي روبين - فلسطين

 مقدمة
  قبيلة بني عامر (الملالحة) ونكبة فلسطين 




تمر اليوم الذكرى الرابعة والستين لنكبة فلسطين , التي وقعت في صباح يوم صيفي مشئوم, فلقد تم طرد شعبنا العربي الفلسطيني من دياره في فلسطين عام 1948 على يد القوات العسكرية الصهيونية واجبر على النزوح من 531 مدينة وقرية ، وصادر الكيان الصهيوني أراضيه التي تبلغ 92 % من مساحتها الحالية .

 إن الشعب العربي الفلسطيني تعرض خلال اربعة وستون عاما من التشريد إلى ويلات الحرب والاضطهاد وإنكار الهوية الوطنية والتمييز العنصري و”التنظيف العرقي” وعانى نفسيا وماديا ، وكان ضحية لعملية منظمة ومدبرة ومدعومة من الخارج لاقتلاعه من وطنه واستبداله بمهاجرين من جميع أنحاء العالم وفق اكثر القوانين ظلماً وعنصرية وهو قانون العودة الاسرائيلى ، كما أن هذا الشعب لا يزال يمثل حتى اليوم أكبر عدد من اللاجئين والمهجًرين في العالم وأقدمهم في الشتات إذ يبلغ عددهم اكثر من 6 ملايين تمثل ثلثي الشعب العربي الفلسطيني بأكمله.

 وهذا دفعني أن أؤرخ لوجود قبيلة بني عامر (الملالحة) على أرض فلسطين , وهم أحفاد الصحابي أبو هريرة – رضي الله عنه - وما جابهته من أحداث وويلات وتشريد واضطهاد مرت به خلال النكبة وما بعدها.


 تمهيد

 لقبيلة بني عامر (الملالحة) تاريخ عريق على أرض فلسطين العربية , فتواجدها جاء امتداداً للكنعانيين وللهجرات العربية المتواترة على أرضها , فقد تواجدت قبيلة بني عامر (الملالحة) على أرض فلسطين أبان الفتح الإسلامي واستوطنت أعمال الرملة خاصة , وبالرغم مما كابدته من مطامع الغزاة والمحتلين فقد ظلت صامدة ومتشبثةً بجذورها على أرض فلسطين , وشكلت قبيلة بني عامر (الملالحة) حلف مع القبائل اليمانية, وشاركت في جند اليمانية في العهد الأموي , وفي العهد العباسي تعرضت لمجازر بشعة , منها مجزرة نهر أبي فطرس وذلك لولائها للأمويين , وشاركت في العديد من الثورات ضد العباسيين منها حركة أبي المعيطر في العام 195هـ/810م, ومنها حركة أبي حرب تميم اللخمي الملقب بالمبرقع اليماني والتي تم القضاء عليها في العام 228هـ / 843م.

 وفي عهد ضعف الخلافة العباسية خضعت قبيلة بني عامر (الملالحة) تحت الحكم الطولوني والأخشيدي والفاطمي والأيوبي والمماليكي على التوالي . وكذلك تعرضت للحملات الصليبية المتلاحقة وواجهتها بكل صلابة وإقتتدار بالرغم من الذبح والتهجير إلى غير ذلك . وفي العهد العثماني تعرضت للظلم والتهميش وموجات من الضرائب والمكوس , وبالرغم من مرور كل هذه الأحداث والعصور فهذا لم يزحزح قبيلة بني عامر (الملالحة) عن أرضها فظلت متجذرة فيها كباقي الشعب الفلسطيني.

 وسنتحدث الآن عن تواجد قبيلة بني عامر (الملالحة) أبان النكبة , في أواخر العهد العثماني وبداية الإحتلال الأنجليزي المشئوم لفلسطين.

 وسوف نتحدث عن تواجد قبيلة بني عامر (الملالحة) على أرض فلسطين , وللقبيلة عدة تجمعات أهمها التجمع الرئيسي لقبيلة بني عامر (الملالحة): ) في منطقة النبي روبين ورمال يبنى وساحلها وصقرير, وهي تلك الأراضي التي أقطعت لأجدادهم زمن المماليك. وعلى الرغم من وجود هذه البلاد كقطعة واحدة إلا أنها تقع إدارياً ضمن ضمن قضائي الرملة وغزة . فالنبي روبين وساحل يبنى يقع في قضاء الرملة, و صقرير تقع في بلاد غزة الشمالية. وللقبيلة تواجد في مناطق أخرى في شمال يافا في بصة البالق , وفي المويلح , وفي قضاء بئر السبع وغيرها من المناطق اللتي سنمر على ذكرها بالتفصيل . وذلك على شكل حلقات. واليوم حديثنا عن قبيلة بني عامر (الملالحة) في النبي روبين

 الفصل الأول : قبيلة بني عامر (الملالحة) في النبي روبين - فلسطين

 تاريخ الاحتلال الصهيوني للنبي روبين: 1 حزيران، 1948 م.
 البعد من مركز محافظة الرملة: 14 كم غرب الرملة .
 متوسط الارتفاع: 25 متر .
 العملية العسكرية التي نفذت ضد البلدة: براق (المرحلة الثانية).
 الكتيبة المنفذة لللعملية العسكرية: جفعاتي
 التعداد السكاني: 1945 م 1,420 نسمة
 1948 1,647 نسمة
 تملك القرية أراض مساحتها 31002 دونمات.
 تقدير لتعداد اللاجئين في 1998 م : 10,116 نسمة
 نبذة تاريخية عن سكان البلدة : عرب النبي روبين الذين يعودون بأصولهم إلى عرب بني عامر الملالحة.
 تملك القرية أراض مساحتها 31002 دونمات.
 تبعد عن مدينة يافا 15كيلا.





 تقع مضارب قبيلة بني عامر (الملالحة) في الغرب من مقام النبي روبين وفي ساحل يبنى في قضاء الرملة , وهذه مساكنهم منذ القدم, أذ يملكون أوراق تسجيل تثبت ملكيتهم لهذه الأرض نذكر منها ما أوردته سجلات المحكمة الشرعية في يافا اسماً للشيخ سليمان أبو شعلة وللشيخ سلامة أبو رخية من سكان روبين في مطلع القرن التاسع عشر الميلادي.
 وكان أول من سكن قرية النبي روبين هم أفراد عائلة السوارحة من قبيلة بني عامر (الملالحة) وذلك في ثلاثينيات وأربعينيات القرن الماضي،

 وأشهر عائلات قبيلة بني عامر (الملالحة) التي كانت تقيم في النبي روبين:
 1-أبو الحن منهم سلّام أبو الحن وابنه عواد وعبد ربه أبو الحن وابنائه سلمان ونوفل وسلامة
 2-أبو عطا منم أحمد أبو عطا وابنه احمد .
 3-الأشهب منهم جابر وابنه سالم. وعبد الله الأشهب وفرج الله الأشهب وسلامة الأشهب.
 4-القنادلة منهم قنديل محمد قنديل وأبناء موسى محمد قنديل.
 5- أبو شعلة منهم نصر أبو شعلة.
 6-أبو رخية منهم سلمان أبو رخية وابنه سليمان .والحاج سليم أبو رخية.
 7-أبو مخدة
 8-قرمان
 9- وقاد
 10-البلبيسي
 11-أبو عدوان منهم سالم أبو عدوان.
 12-أبو رْبيِّع منهم هريري أبو رْبيِّع وابنه سليمان وأبناء أبو داود.
 13-أبو خيط لهم علاقة بآل الأشهب.
 14-أبو رجل و منهم عوض سلامة سلمان أبو رجل , محمد سلامة سلمان أبو رجل
 15-النجرة منهم سليمان النجرة.
 16-العقرب.
 17-أبو قشلان (القشالين).
 18-مساعد درويش.
 19-أبو كاش.
 20-أبو جليلة لهم علاقة بالرخاوين.
 21-الدباس منهم علي الدباس ونصر الدباس وحسن الدباس.

 وجاور قبيلة بني عامر ( الملالحة) في المنطقة في وقت لاحق عائلات من السواركة والمصريين والقلاعية والقرى المجاورة وغيرهم.

 وبلغ عدد قبيلة بني عامر (الملالحة) في النبي روبين , عام 1945 م (1420) نسمة . وهذا العدد يشمل من جاورهم.

 وتأسست مدرسة لعرب بني عامر (الملالحة) في روبين العام 1946 م . وفي 1-1-1948 بلغ عدد طلابها 56 طالباً يعلمهم معلم واحد . وعدد من يلم بالقراءة والكتابة من هؤلاء العرب عشرة رجال .

 وتقع قرية النبي روبين على بُعد 14 كم غرب الرملة و15 كم جنوب يافا. وتقع على الضفة الجنوبية لنهر روبين، الذي يسمى أيضاً وادي الصرار وسيل سوريك، ويصب في البحر الأبيض المتوسط جنوب يافا. وغالبية أراضيها كانت تأخذ أشكال الكثبان الرملية، وتبلغ مساحتها حوالي 31 ألف دونم. منها 8 للطرق والوديان وجميعها وقف إسلامي . وقد غرس البرتقال في (683) دونماً .

 وكانت القرية قديماً مركزاً تجارياً للعرب وللصليبيين، وأقيم فيها سنة 1184 م موسمٌ تجاريٌ يقبل عليه تجار الشام ويحضرون معهم العبيد، ويتبادلون بالبيع والشراء الخيل الفارسية والكردية والأسلحة اليمنية والهندية. واستمرت المواسم التجارية إلى سنة 1200م عندما بدأت الحملات الصليبية.

 النبي روبين والأحتلال:
 وقد تم تشريد سكان القرية على أيدي عصابات الهاغاناة خلال عملية أسموها عملية البرق التي فشلت في مرحلتها الأولى في أيار من سنة 1948م، وفي المرحلة الثانية من العملية استطاع الصهاينة طرد سكان القرية ما عدا بعض الرجال الذين أصروا على البقاء لحين جني محصول البرتقال، إلا أنه تم تطهير القرية كلياً في 24 آب قتل خلالها عشرة من السكان الفلسطينيين.
 أما المَقام فقد أصبح مهجورا وقل الاهتمام به، وتم هدم المئذنة سنة 1991م واقتلاع كافة أشجار التوت التي بلغ عمر الواحدة منها عدة قرون!
 ثم حول اليهود المقام إلى موقع مقدس، ولم تعد الستارة الخضراء التي كتب عليها (لا إله إلا الله، روبين نبي الله) موجودة، ووضعوا مكانها ستارة حمراء كتب عليها (روبين، أنت أول أولادي وانت بداية قوتي)!!

 وقد أقام الأعداء بعض المستعمرات أو القلاع في أراضي روبين الوقفية نذكر منها :
 1- بالماهيم : أنشئت سنة 1949 عند مصب النهر . كان بها في عام 1961م (181) يهودياً .
 غان سوروق : أقيمت في عام 1956 . بلغ عدد ساكنيها في عام 1961م (117) يهودياً .




 ومن معالم القرية:
 1- نهر روبين
 ويعد وادي الصرار الذي يأتي بالمياه من جبال القدس وبيت لحم الغربية أهم روافد روبين.
 يخترق النهر قبيل وصوله إلى البحر كثباناً رملية (برص) تكثر بها المياه على ضفافه، وتتفجر بعض الينابيع والمواصي، وقد زرعت المنطقة بالكروم والخضار والحمضيات. وعلى ضفاف النهر تنبت الشجيرات والأعشاب التي تعد مرعى للمواشي وخاصة الأغنام (الماعز).


 2- مقام النبي روبين
 مقام (( النبي روبين )) يقوم على ساحل النهر الجنوبي , على مسافة قليلة من مصبه في البحر , عند ابتداء في النهر في جريه , وذلك في ظاهر المقام الجنوبي الشرقي حيث يقع ( تل السلطان ) , الذي كانت تقوم عليه قلعة رومانية ويحتوي اليوم على (( تل أنقاض وشقف فخار )) . " الوقائع الفلسطينية ص1500"

 إن المقام المعروف باسم (( النبي روبين )) لا صلة له باليهودي (( روبين بن النبي يعقوب )) والذي نرجحه أنه معبداً للكنعانيين ولغيرهم من الوثنيين كان يقوم على المقلم المذكور , وبقي السكان يحملون لهذه البقعة الاحترام والتقديس , بعد أن استبدلوا ديانتهم , إلا أنهم حولوا ذلك التقدير بما يناسب معتقداتهم الدينية الحديثة .
 ونرجح أيضاً أن هذا القول يصدق على الأسماء التي تحمل أسماء الأنبياء في مختلف أنحاء فلسطين (( النبي سيرين )) في قرية (( سيرين )) من أعمال جنين (( النبي عرفات )) في (( قطر الإسلام )) و (( النبي الياس )) في جوار قرية عزون من أعمال طول كرم و (( النبي روبين )) في قرية (( رابا )) في قضاء جنين وغيرها .

 و (( النبي روبين )) مشهور بموسمه المعروف . يبتدي من أول الشهر الهجري الذي يدخل مع شهر أيلول وينتهي بآخره ويؤمه خلق كثير من بلاد يافا وغزة , يقيمون أياماً في سرادقهم وينفقون أمولاً كثيرة , ويتلون في المقام القرآن الكريم وغيره , كما تقام فيه المسرات والأفراح , ولعل هذا الموسم يعود بتاريخه إلى أن المعبد الذي أقيم في هذه الجهات في العصور الخالية كان أضخم وأقدس المعابد المجاورة , مما جعل السكان يحجون إليه في وقت معين في السنة , ولما استبدل السكان معتقداتهم حولوا ذلك الحج إلى ما يناسب ديانتهم الحديثة وأحوالهم الاجتماعية . والله أعلم .

 وكان يصل عدد من يؤم الموسم سنوياً إلى ثلاثين ألفاً. لكن هذا "الكرنفال" السنوي أقلق الإنجليز فقاموا بمنعه ابتداءاً من سنة 1936 – 1939م حيث فرضوا حظراً على مثل هذه التجمعات خوفاً من أن تتحول إلى نشاطات مقاومة للانتداب.
 
 3- عين المالحة
 وأما (( عين المالحة )) الواقعة بالقرب من المصب فتحتوي على (( شقف فخار على سطح الأرض وأدوات من الصوان يرجع عهدها إلى ما قبل التاريخ )) .

 4- تل يونس
 ويحتوي (( تل يونس )) الواقع شمال المصب في نحو منتصف المسافة بين مصب النهر ويافا , على (( تل أنقاض وشقف فخار وقرميد وقطع من الفسيفساء ودبش )) .

 بقلم الباحث : حسام أبو العوايد العامري
2012-5-15
.......................................
 المراجع:
 مقال الكاتب فايز أبو فردة العامري (عربان روبين والمقام)
 شهادات حية من رجالات قبيلة بني عامر (الملالحة)
 كتاب بلادنا فلسطين لمصطفى الدباغ
 كتاب الوقائع الفلسطينية
 الوسيط في تاريخ فلسطين في العصر الإسلامي الوسيط
 معجم البلدان
 الكامل في التاريخ
 موقع فلسطين في الذاكرة
 ..................

 ونلتقي مع الفصل الثاني قبيلة بني عامر (الملالحة) في صقرير